بعد سنينٍ من رحيلك، ها أنا اليوم أقف على بعد خطوتين وعمرٍ من الشوق أمام قبرك، لا أحمل إلا وجعًا لم يبرأ، وحنينًا لا سبيل لإطفائه، وباقةً حمراء من زنبق العنكبوت تحاول إقناعي أن الفراق أبدي ولا سبيل لرؤيتك من جديد.أبي، هلّا عدت لأراك للمرة الأخيرة؟ لضمةٍ ربما تروي فؤادًا فتته رحيلك، ساعدني لنُزيل عن… Continue reading

خلال سنّي عمرنا يمر بنا الكثير من الأشخاص، مرورًا قد يطول، وربما كطيفٍ لطيفٍ يزور ويرتحل، ولكنهم في الحالتين يتركون ذكرى أو آثرًا يبقى ولا يزول. قد ننسى أسمائهم، أو حتى ملامح وجوههم، لكن الأفعال والأقوال تبقى عالقةً بالذاكرة، محفورةٌ آثارها في الفؤاد، قد تغطيها الأيام بغبار النسيان، لكنه سرعان ما يتطاير مع أول هبة… Continue reading

لا أريد منك حين تراني حزينةً إلا أن تحضنني بصمت، لا تسألني ما بي، فقط ضع ذراعيك حولي، أخبرني أنك هنا ومعي، دعني أقرر متى الوقت المناسب لخروج الوجع على هيئة كلمات، فأنا أحتاج للقوة لإخراجها وكثيرًا من رباطة الجأش، فكل كلمةٍ تشق طريقها قَطعًا كسكينٍ ثلم، لكن نزيفها ليس دمًا يُرى، بل كبرياءً ينساحُ… Continue reading

لرمضان ذكرياته الخاصة والتي تثير مشاعر لا يمكن أن ترتبط إلا به. فمثلًا يستحيل أن أسمع صوت المقرئ محمد حسين القريطي دون أن يحملني صوته لنهارات رمضان وقبل المغرب تحديدًا، وأجواء تحضير سفرة الإفطار، حين يبدأ أفراد العائلة بالتجمع حول المائدة، هذا يسأل عن السمبوسة وأيها محشوٌ باللحم المفروم وأيها محشوٌ بالجبن، وذاك يريد الشوربة… Continue reading

أصابتني الحمى فجأة دون أي سابق إنذار، كنت جالسة أتصفح الإنترنت وفي اللحظة التالية بدأت كل عظام جسمي بالأنين وجعًا وارتفعت درجة حرارتي. كل عظمةٍ كانت تريد الفرار، فتشد نفسها بقوة، في حين أن العظمة الأخرى تجرها في الاتجاه المعاكس. وبينهما أتمزق أنا من الألم، بدأت دموعي بالهطول تلقائيًا دون أن أشعر بها في البداية،… Continue reading

صَديقي مَن يُقاسمنِي هُمومي ويَرمي بالعداوةِ من رمَاني ويحفظُني إذَا ما غِبتُ عنْهُ وأرْجُوه لِنائِبةِ الزّمانِ كثيرةٌ هي العبارات التي تمدح الأصدقاء، وتتغنى بصفاتهم ومآثرهم، وكيف أنهم باتوا ضربًا من خيالٍ مستحيل التحقق. لا أظن أن هناك خلافًا بأن الصديق الحقيقي هبةٌ إلهية، لا ينالها الجميع، فإما أن تجده بتوفيق من الله أو تظل تبحث عنه… Continue reading

بعد التحية والمحبة، اعلمي أنك أثمن من حجرٍ كريمٍ نادرِ الوجود، فلا تقبلين أقل من مكانٍ عالٍ بين النجوم، تجاورين الشمس، وتضاهينها في نشر أشعة دفئك على كلِ من رامَ قربك. في كل صبحٍ تشرقين وتخطفين أنفاس كل من حالفه الحظ واستيقظ قبل فجر الآخرين. كنتِ هنا قبل البدء وستبقين لما بعد الانتهاء، فكلُ طريقٍ… Continue reading

بعد مرور سنواتٍ لا أهتم لعددها، أنظر لذاتي السابقة بنظرةٍ مختلفةٍ، حانية. كنتُ ناقمةً عليها، ابغضت صبرها الذي لم يُفّسر إلا ضعفًا وخنوعًا، لُمتُها كثيرًا وحملّتُها المسؤولية، كرهتها لوقتٍ طويل ولم أستطع مسامحتها أبدًا، كنتُ مقتنعةً أنها السبب في كل لحظةِ ألمٍ عشتها، كل دمعة قهرٍ حرقت خديَّ كالجمر، وكل ليلٍ أشرق عليَّ صبحه ولم… Continue reading

شاهدت مؤخرًا مسلسل بالطو الذي تمحورت قصته حول الطبيب حديث التخرج والمواقف التي واجهها في الوحدة الصحية التي كُلف بالعمل بها. كان خفيفًا ولطيفًا، وهو عن كتاب (بالطو وفانلة وتاب) للمؤلف أحمد عاطف. تتعدد المواقف التي يقابلها الطبيب أثناء ممارسته لعمله، منها المضحك، الغريب، والمؤلم. وقد ذكرني المسلسل بالمواقف التي حدثت في بداية عملي في… Continue reading

وكل الناس يا أبتي مياهٌ ووحدَك زمزمٌ يروي فؤادي عندما قررت أن أدخل تحدي رديف، كان أول موضوع خطر لي أن أكتب عنه هو أبي، صديقي الأول، رفيقي وقوتي في كل لحظات ضعفي وحاجتي، لم أخطُ خطوةً في حياتي إلا وكان داعمي وظهري الذي أستند عليه، دون خوفٍ ولا قلق، كلُ نجاحاتي هو لبنتها الأولى،… Continue reading